بيان العمل التطوعي المدني أمام المنتدى العربي الأفريقي في تونس
استضافت العاصمة التونسية، على مدار 5 أيام، فعاليات المنتدى العربي الأفريقي للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، خلال الفترة من 9 إلى 13 أكتوبر 2018، بمشاركة عدد كبير من منظمات المجتمع المدني من الدول العربية والأفريقية، بهدف الخروج برؤية مشتركة لوضع إطار عمل تطوعي للمجتمع المدني للحد من مخاطر الكوارث، استناداً إلى الاتفاقيات وأطر العمل المعنية بالحد من هذه المخاطر.
وفى إطار التحضير لهذا المنتدى، نظمت الشبكة العربية للبيئة والتنمية “رائد” سلسلة جلسات حوارية، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، وجامعة الدول العربية، خلصت إلى ضرورة العمل على تعزيز قدرات المجتمعات المحلية لمواجهة كافة التحديات التي تهدد البشرية، خاصةً فيما يتعلق بالتهديدات الناجمة عن التغيرات المناخية، أو النزاعات المسلحة، وغيرها من التحديات الأخرى.
وشارك في الحوار الإقليمي، الذي أدارته “رائد” خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2018، تحضيراً للمنتدى العربي الأفريقي، منظمات المجتمع المدني من مختلف الدول العربية، من ضمنها المغرب، وتونس، والجزائر، وموريتانيا، والسودان، واليمن، ولبنان، وسوريا، والأردن، ومصر، وتناول الحوار استعراض الوضع الراهن للحد من مخاطر الكوارث، والجهود التي بذلتها آلية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث، وسبل دعم التعاون العربي الأفريقي في هذا المجال.
كما أكدت المناقشات أن مستقبل الإنسانية ورفاهيتها سيبقى مرهوناً بالقدرات الوطنية والإقليمية والعالمية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والقدرة على مواجهة كافة التحديات التي تهدد البشر في كل مكان، وكذلك القدرة على الحد من مخاطر الكوارث، التي تشتد وطأتها نتيجة الفعل الإنساني، وتحديداً ما يختص بالآثار السلبية للتغيرات المناخية والنزاعات.
ورغم أن حجم المخاطر والضحايا الناجمة عن تلك الكوارث يختلف من منطقة إلى أخرى، لكن الثابت أن النسبة الأكبر من الوفيات تحدث للفئات الأكثر تأثراً، مثل كبار السن، أو السكان في المناطق المهمشة، وهناك العديد من البؤر الساخنة عربياً وأفريقياً، والتي تستلزم جهوداً إضافية من جانب المجتمع المدني العربي، للاستعداد والعمل على الحد من مخاطر الكوارث، التي تهدد مجتمعاتنا وبنيتها التحتية وطموحاتها.
وشدد المشاركون في المناقشات على أن اتباع الأولويات الأربعة، التي نص عليها إطار عمل “سينداي”، من شأنه أن يسهم بشكل كبير في تفعيل المواجهة الإيجابية للحد من مخاطر الكوارث، وتتضمن هذه الأولويات فهم مخاطر الكوارث، وتعزيز سبل إدارة هذه المخاطر، والسعي للاستثمار في كل ما يخص الحد من مخاطر الكوارث، وكذلك إعادة البناء على نحو أفضل، مع ضمان مشاركة جميع فئات المجتمع.
وقال الدكتور عماد الدين عدلي، المنسق العام لشبكة “رائد”، إن الاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث وضعت فى اعتبارها الأولويات الواردة في إطار “سينداي”، كما تم مراعاة إدراجها ضمن وثيقة آلية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث، مشيراً إلى أهمية التوصل إلى رؤية مشتركة لتحقيق “التآزر” بين “إطار سينداي”، وكل من أهداف التنمية المستدامة، واتفاق باريس للتغيرات المناخية.
وقد قامت “رائد” بهذا الدور المحوري في إدارة الحوار الإقليمي مع المجموعة الرئيسية للمجتمع المدني العربي للحد من مخاطر الكوارث، بناءً على قرار منظمات المجتمع المدني العربي بتكليف الشبكة بمهمة التنسيق فيما بين منظمات المجتمع المدني المهتمة بهذا الشأن، وجامعة الدول العربية وإداراتها المعنية، للمساهمة بفاعلية فى إعداد الخطة العربية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وكذلك إعداد وتنفيذ الاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث، وذلك خلال حلقة التشاور الإقليمية في إطار التحضيرات الخاصة بالمنتدى العالمي للحد من مخاطر الكوارث، والتي عقدت بالقاهرة في ديسمبر 2016، إضافة إلى تكليف مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث لـ”رائد” بإدارة الحوار بين منظمات المجتمع المدني في الدول العربية.
لتحميل البيان اضغط الرابط التالي :