فتاة أردنية تشارك أمين عام الأمم المتحدة إطلاق استراتيجية “شباب 2030”
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن هناك ما يقرب من 1.8 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاماً، يعيشون في عالمنا اليوم، يواجهون تحديات هائلة، مدفوعة بالعولمة، والتكنولوجيات الجديدة، والتشرد، وتأثير تغير المناخ، وأسواق العمل المتغيرة باستمرار، كما أن أكثر من خمس الشباب خارج منظومة العمل أو التعليم أو التدريب، ويتأثر ربعهم بالعنف أو النزاع المسلح بشكل ما، كما تصبح ملايين الفتيات أمهات بينما لا يزلن أطفالا، مما يؤثر على صحتهن ويرسخهن في دائرة الفقر.
وسعياً إلى دعم الشباب لتحقيق كامل إمكاناتهم، أطلقت الأمم المتحدة استراتيجية “شباب 2030″، بهدف دعم وتمكين الشباب، من خلال توحيد وحشد جهود الدول الأعضاء، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، للاستثمار في الشباب، وإشراكهم في جهود التنمية، وبخلاف المتعارف عليه في اجتماعات الأمم المتحدة، صدحت الأصوات الشابة قبل أصوات المسؤولين الأمميين.
“بتول الوهداني”، طبيبة أردنية شابة حديثة التخرج، شاركت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في إطلاق الاستراتيجية، وتحدثت نيابة عن شباب العالم، وأكدت أنها تود أن ترى هذه الاستراتيجية تتحقق، ولكن بدون نسيان “الشباب خارج الأنظمة الدولية والحكومات، الذين لا يعيرهم أحد انتباهاً، والشباب المهاجرين واللاجئين، الذين يعانون من العنف والفقر والنسيان”.
وتساءلت الشابة الأردنية، والتى تترأس الاتحاد الدولى لجمعيات طلاب الطب، بقولها: “إذا كان من الممكن تغيير العالم، وإنهاء الحروب، والقضاء على الفقر، وشفاء كل الأمراض؟”، وتابعت، في معرض إجابتها على سؤالها، إن “كل ذلك ليس ممكناً فقط، بل وعملياً أيضاً”.
وبينما اعتبرت “بتول” أن كونها شابة يضع على عاتقها مسؤوليات أخلاقية تجاه مجتمعها وبلدها والعالم، وأهم من ذلك جيل الشباب، مؤكدة أنها وجيلها قادرون على إحداث تغيير جوهري، فقد دعت الشباب إلى تسخير طاقتهم، والتكنولوجيات، لخلق فرص عمل، وغلق الفجوة في التعليم، وحل المشاكل التي تواجههم، والتصدي لخروقات حقوق الإنسان.
وشددت الطبيبة الأردنية على حق الشباب في قيادة “الطريق إلى الغد”، بقولها: “نعلم أن لدينا الحق في أن نقود، ليس اليوم أو غدًا فقط، ولكن في كل لحظة، لأننا سنكون الجيل الذي سيعيش مع التبعات التي تنجم عن قرارات اليوم، ولذلك لدينا كل حق في أن نبدأ في القيادة بدءاً من هذه اللحظة”.
وفي كلمته، أشار الأمين العام إلى أن الأمم المتحدة سعت منذ عقود عديدة إلى العمل من أجل الشباب، وتريد من خلال استراتيجية “شباب 2030″، أن تصبح رائدة في العمل مع الشباب، عن طريق فهم احتياجاتهم، والمساعدة على وضع أفكارهم موضع التنفيذ، وأضاف قائلاً: “إن تمكين الشباب ودعمهم والتأكد من قدرتهم على تحقيق إمكاناتهم، هي غايات مهمة في حد ذاتها، وإذا أردنا خلق عالم أكثر سلاماً واستدامة وازدهاراً للجميع، وتحقيق رؤية خطة التنمية المستدامة لعام 2030، فإننا بحاجة إلى قيادة الشباب”.
وتعتمد الاستراتيجية على 5 مجالات رئيسية هي: فتح طرق جديدة للانخراط مع الشباب وإشراكهم وتعزيز أصواتهم، وزيادة تركيز الأمم المتحدة على حصول الشباب على التعليم والخدمات الصحية، ووضع تمكين الشباب اقتصادياً في مقدمة استراتيجيات الأمم المتحدة التنموية من خلال التركيز على التدريب والوظائف، والعمل بجد لضمان احترام حقوق الشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية، ومنح الأولوية لدعم الشباب في الصراعات والأزمات الإنسانية بما في ذلك مشاركتهم في عمليات السلام.
وصحب إطلاق الاستراتيجية الإعلان عن شراكة “جيل بلا حدود”، وهي مبادرة متعددة الأطراف تهدف إلى ضمان وصول جميع الشباب إلى المدارس والتدريب والتوظيف بحلول عام 2030، تركز المبادرة على مهارات التعلم والتوظيف والتمكين، خاصة للفتيات.