“الأونروا” تفتح مدارسها في الميعاد رغم قرار أمريكي “مفاجئ ومؤسف”
فتحت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا” مدارسها أمام أطفال اللاجئين في موعدها مع بداية السنة الدراسية هذا الأسبوع، رغم قرار الولايات المتحدة الأمريكية المفاجئ بوقف تمويل أنشطة الوكالة، وهو القرار الذي أثار انتقادات واسعة من جانب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والمفوض العام للأونروا، بيير كراينبول.
وأعرب المتحدث باسم الأمين العام، في بيان صحفي نشرته المنظمة على موقعها الرسمي، عن الأسف إزاء قرار الولايات المتحدة بعدم تقديم أي تمويل آخر لـ”الأونروا”، مؤكداً أن الوكالة تقوم بتوفير العديد من الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، بما يسهم في استقرار المنطقة، كما لفت إلى أن الولايات المتحدة كانت دوماً أكبر جهة مساهمة في ميزانية الوكالة منذ تأسيسها قبل ما يقرب من 70 عاماً.
وأكد البيان أن الأونروا تتمتع بثقة الأمين العام الكاملة، كما أنها تتمتع بسجل قوي في توفير خدمات تعليمية بجودة عالية، وخدمات الرعاية الصحية، وغيرها من الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، وسط ظروف بالغة الصعوبة، وأن مفوضها العام، بيير كراينبول، قاد جهوداً حثيثة للتغلب على الأزمة المالية، التي واجهتها الوكالة هذا العام، من خلال توسيع قاعدة المانحين، وخفض التكاليف.
وتقدم “الأونروا” المساعدة لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني، يعيشون في كل من الأردن ولبنان وسوريا وفي المناطق الفلسطينية المحتلة، إلى أن يتم التوصل إلى حل ينهي معاناتهم، وتعتمد في تمويل أنشطتها بشكل أساسي على التبرعات الطوعية، التي تقدمها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ودعا الأمين العام الدول الأخرى لسد الفجوة في التمويل، التي نتجت عن القرار الأمريكي.
كما أعربت الوكالة، في بيان لمفوضها العام، بيير كراينبول، عن أسفها العميق وخيبة أملها، إزاء إعلان الولايات المتحدة وقف تمويل أنشطتها، واعتبرت أن القرار الأمريكي “مفاجئ”، خاصةً وأن الجانبين قد أقرا تجديد اتفاقية التمويل في ديسمبر 2017، مما يعكس اعتراف الولايات المتحدة بالإدارة الناجحة والمتفانية والمهنية للوكالة، في تنفيذ برامجها لتقديم المساعدة للاجئين الفلسطينيين.
وجاء في البيان: “نرفض وبأشد العبارات الممكنة، الانتقاد بأن مدارس الأونروا ومراكزها الصحية وبرامج المساعدات الطارئة تشوبها عيوب لا يمكن إصلاحها”، وأكدت أن هذه البرامج تتمتع بسجل حافل في إنشاء واحدة من أنجح عمليات التنمية البشرية في الشرق الأوسط، أشاد بها المجتمع الدولي والمانحون والبلدان المستضيفة لبرامج “الأونروا”.
وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة أبلغت الوكالة، في يناير 2018، بتخفيض قدره 300 مليون دولار من الدعم الذي تقدمه لميزانية “الأونروا”، حيث قدمت 60 مليون دولار فقط، مقارنة بنحو 364 مليون دولار في عام 2017، وأضاف أن 20 دولة من الشركاء الحاليين قدمت مساهمات إضافية، مقارنة بعام 2017، بما في ذلك دول الخليج وآسيا وأوروبا، ودول أخرى جديدة.
واختتم مفوض عام “الأونروا” بيانه قائلاً: “نحن ممتنون للغاية للتضامن الواسع النطاق، وممتنون أيضاً لسخاء العديد من المانحين، والذي مكننا من البدء بالعام الدراسي في موعده المقرر، من أجل 526 ألف فتاة وصبي في هذا الأسبوع، وسنواصل تقديم خدماتنا ومساعداتنا عالية الجودة، لأكثر من 5.4 مليون لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وفي غزة والأردن ولبنان وسوريا.
وتأسست “الأونروا” بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1949، لتقديم المساعدة والحماية لحوالي 5 ملايين و400 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لديها، وتواجه الوكالة طلباً متزايداً على خدماتها، بسبب هشاشة الأوضاع التي يعيشها اللاجئون وزيادة أعدادهم، وتشمل خدماتها التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.