+20225161519 [email protected]

اليوم الدولي للشباب.. استراتيجية أممية لـ”مشاركة مأمونة”

رغم أن عدد الشباب في المرحلة العمرية بين 10 و24 عاماً يبلغ نحو 1.8 مليار شاب، وهو أكبر عدد من الشباب على الإطلاق، فإن واحد على الأقل من كل 10 أطفال يعيش في منطقة من مناطق الصراع، كما أن أكثر من 24 مليون منهم لا يذهبون إلى المدارس، وأدى غياب الاستقرار السياسي، وتحديات سوق العمل، والفضاءات المحدود للمشاركة السياسية والمدنية، إلى زيادة عزلة الشباب في مجتمعاتهم، وفي 17 ديسمبر 1999، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بإعلان يوم 12 أغسطس من كل عام، يوماً دولياً للشباب، ليكون بمثابة احتفال سنوي بدور الشباب كشركاء أساسيين في التغيير، فضلاً عن كونه فرصة للتوعية بالتحديات والمشكلات التي تواجه الشباب في كل أنحاء العالم.

ووضعت الأمم المتحدة شعاراً للاحتفال باليوم الدولي للشباب لعام 2018، يتضمن “إتاحة مساحات مأمونة للشباب”، بحيث يمكنهم الاجتماع، والمشاركة في أنشطة تتعلق باحتياجاتهم ومصالحهم المتنوعة، فضلاً عن المشاركة في عمليات صنع القرار، والتعبير عن أنفسهم بحرية، بالإضافة إلى إتاحة أماكن مأمونة، مثل المساحات المدنية المخصصة للشباب للمشاركة في قضايا الحوكمة، وتتيح الأماكن العامة للشباب فرصة المشاركة في الألعاب الرياضية والأنشطة الترفيهية المجتمعية الأخرى، وتساعد الأماكن الرقمية الشباب على التفاعل فعلياً عبر الحدود مع الجميع، ويمكن أن تساعد المساحات المادية المخطط لها تخطيطاً جيداً في تلبية احتياجات الشباب المتنوع، وخاصة أولئك المعرضين للتهميش أو العنف.

وبمناسبة اليوم الدولي للشباب، وجه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، رسالة إلى الشباب في جميع أرجاء العالم، أكد فيها أن تحقيق السلام والانتعاش الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والتسامح، يتوقف على مدى الاستفادة من الطاقة الكامنة للشباب، معلناً أنه سيطلق استراتيجية جديدة للأمم المتحدة بشأن الشباب في سبتمبر القادم، وسيعمل على تكثيف العمل من أجل الشباب ومع الشباب، وقال: “هذا ليس كلاماً عن مستقبل بعيد، بل عن يومنا هذا، وعن لحظتنا هذه”، وأضاف: “الشباب يحتاج إلى التعليم، كما يحتاج إلى الفرص، ويحتاج إلى العمل اللائق، وإلى المشاركة ذات الأثر الفعلي، ويحتاج إلى إسماع صوته، وإلى مقعد حول الطاولة”.

أما مبعوثة الأمم المتحدة للشباب، جاياثما ويكراماناياكي، والتي ظهرت بجوار الأمين العام في رسالته المصورة، فقد شددت بدورها على “حاجة شباب العالم إلى فضاءات عامة ومدنية ومادية ورقمية آمنة، يستطيع أن يعبر فيها عن آرائه، ويعمل لتحقيق أحلامه بكل حرية”، وأشارت إلى أن “أكثر من 400 مليون شاب يعيشون اليوم في مناطق تعاني من النزاعات أو العنف المنظم، بينما تواجه ملايين أخرى ظروفاً من الحرمان والانتهاك والتحرش والتسلط، وغيرها من أشكال التعدي على الحقوق”.

وبضمان أن تمتاز المساحات المأمونة بالشمول، فالشباب من بيئات متنوعة، ولاسيما الذين من خارج المجتمع المحلي، يحتاجون إلى أن يضمن لهم احترام الآخرين، وتعزيز القيمة الذاتية في خلجاتهم، وﻔﻲ الظروف التي من الممكن أن تكون لها مآلات إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، أو حالات صراع، فربما اﻔﺘﻘﺮ اﻟﺸﺒﺎب إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺰ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ من خلاله اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ عن أنفسهم بأريحية، وبالمثل، فإن غياب الحيز المأمون ربما أشعر الشباب، على اختلاف أعراقهم وإثنياتهم وأجناسهم وانتماءاتهم، بالخوف من المساهمة بحرية في المجتمع، وعندما يكون لدى الشباب مساحات مأمونة للمشاركة، فإن ذلك يمكنهم من المساهمة الفعالة في التنمية، بما في ذلك السلام والتماسك الاجتماعي.

وتشدد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ، وتحديداً الهدف 11 ، على الحاجة إلى إتاحة مساحة نحو التحضر الشامل والمستدام، وعلاوة على ذلك، تكرر الأجندة الحضرية الجديدة الحاجة إلى الأماكن العامة للشباب، لتمكينهم من التفاعل مع أسرهم، والدخول في حوار بناء بين الأجيال، وبالإضافة إلى ذلك، فإن برنامج العمل العالمي للشباب، وهو إطار الأمم المتحدة لتنمية الشباب، يعطي الأولوية لإتاحة الأنشطة الترفيهية، باعتبارها ضرورية للنمو النفسي والمعرفي والجسدي للشباب، ومع ازدياد عدد الشباب الذين يكبرون في عالم مترابط تقنياً، فإنهم يطمحون إلى التعمق أكثر في الشؤون السياسية والمدنية والاجتماعية، وتصبح إتاحة الأماكن المأمونة وتيسير الوصول إليها، أكثر أهمية لجعل هذا الأمر واقعاً معاشاً.