[vc_row][vc_column][vc_column_text]
كيف يؤدي تغير المناخ إلى نشوب النزاعات المسلحة وتوالد المتطرفين؟
[/vc_column_text][vc_row_inner][vc_column_inner width=”1/3″][vc_single_image image=”11572″ img_size=”medium” alignment=”center” style=”vc_box_rounded” onclick=”img_link_large”][/vc_column_inner][vc_column_inner width=”1/3″][vc_single_image image=”11573″ img_size=”medium” alignment=”center” style=”vc_box_rounded” onclick=”img_link_large”][/vc_column_inner][vc_column_inner width=”1/3″][vc_single_image image=”11574″ img_size=”medium” alignment=”center” style=”vc_box_rounded” onclick=”img_link_large”][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]
يهدد تغير المناخ الأمن والسلم الدوليين، فعندما تشح موارد المياه والغذاء، يتنازع السكان، وقد تتطور هذه النزاعات من المستوى المحلي إلى الوطني ثم الإقليمي، وعندما يعجز رب الأسرة عن إطعام أبنائه، بسبب تقلص الموارد الطبيعية التي يعتمد عليها، يصبح عرضة للانضمام إلى الجماعات المتطرفة.. هكذا نقلت الناشطة التشادية هندو إبراهيم، من جماعة “الامبورورو” العرقية بمنطقة الساحل الأفريقي، الكفاح اليومي الذي تخوضه المجتمعات الرعوية للبقاء على قيد الحياة في مواجهة تغير المناخ.
وفي جلسة عقدها مجلس الأمن خلال شهر يوليو الماضي، برئاسة وزيرة خارجية السويد، حول تأثير تغير المناخ على السلم والأمن الدوليين، قالت إبراهيم، من “المنتدى الدولي للشعوب الأصلية المعني بقضايا تغير المناخ”، إن المجتمعات الرعوية في منطقة الساحل أصبحت تعيش آثار التغير المناخي حقيقة واقعة في حياتهم اليومية.
وأكدت في هذا الصدد: “أكثر من 80% من مجتمعاتنا في الساحل، وبالذات في منطقتي، تعتمد على ما تجود به الطبيعة عليهم من منتجات الزراعة وصيد الأسماك وتربية المواشي، هذه هي حياتهم اليومية، عليهم الكفاح من أجل توفير الغذاء لعائلاتهم، المثال العملي لذلك هو أننا كرعاة علينا التنقل وفقاً لتغير الفصول، طلباً للماء والكلأ، وخلال العقد الأخير أصبحنا نعيش التغير المناخي، ونلمسه في كل مواردنا الطبيعية، والتي بدأت تتقلص، بالتأكيد فقد سمعتم بما حدث في بحيرة تشاد، ولكن هناك مناطق أخرى عديدة اختفت منها المياه إلى الأبد”، حيث تقلص حجم بحيرة تشاد بنسبة 90% خلال العقود الماضية، لأسباب منها تغير المناخ، والاستخدام غير المستدام للمياه.
واعتبرت أن تقلص الموارد في منطقة الساحل يمثل بيئة جاذبة للمجموعات المتطرفة، بقولها: “”اختفاء الماء يلقي بتبعات ثقيلة على الناس، ويضطرهم إلى النزاع من أجل تأمين الحصول على هذه الموارد، هذه النزاعات تتطور من المستوي المحلي إلى القومي ومن ثم الإقليمي، الأسوأ من ذلك هو تحول هذه المناطق إلى بيئة خصبة للتطرف، لأن المجموعات المتطرفة بدأت تنمو في هذه المناطق.. لماذا تنمو؟ ربما بسبب الأيديولوجيا، ولكن أيضاً ربما بسبب أنهم يستغلون فقر الناس في هذه المناطق.”
ومن جانبه، أعرب وزير الموارد المائية العراقي، حسن الجنابي، عن القلق بشأن الضغوط التي تتعرض لها أحواض الأنهار الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة تغير المناخ والمنافسة على استخدام المياه، وقال الوزير العراقي أمام نفس الجلسة إن “الحضارات البشرية الأولى نشأت في أحواض الأنهار الكبرى في مختلف القارات”، واصفاً جلسة مجلس الأمن بأنها تُعد “ارتقاء بالمسؤولية الدولية، وإجراءً وقائياً للحد من المخاطر، وتجنبا للأزمات المحتملة”.
وتابع بقوله: “لذلك فمن المقلق أن أحواض الأنهار الكبرى، في الشرق الأوسط على وجه التحديد، تتعرض إلى ضغوط وإجهاد ناتجة في شقها الأول عن التغيرات المناخية، وفي شقها الآخر عن التنافس على الاستخدامات والسيطرة على الموارد المائية المشتركة، في ظل انعدام اتفاقيات ثنائية أو متعددة الأطراف فاعلة، أو أطر إقليمية للاستخدام المنصف والمعقول للمياه المشتركة”، مؤكداً أن ذلك الأمر يفاقم المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويزيد حدة الأضرار السلبية لظاهرة التغير المناخي.
وأشار الجنابي إلى آثار التغير المناخي واستنزاف الموارد المائية على خصوبة التربة، فتتحول إلى أرض جرداء “ترغم أي مجموعة بشرية على الهجرة”، وأضاف: “تشير تقديراتنا إلى أن ما يقرب من 90% من الأراضي العراقية الخصبة تاريخياً، مهددة بدرجات متفاوتة بالتصحر الناتج عن الاحتباس الحراري، وشح الإيرادات المائية، وينطبق الشيء نفسه على دول المنطقة، ولهذا لجأت مصر، وكذلك العراق، هذا العام إلى تقليص المساحات المزروعة، ومنع زراعة بعض المحاصيل التي اعتاد السكان على زراعتها منذ فجر التاريخ، بسبب ندرة المياه”، معتبراً أنه “تحد عصيب للتقاليد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لأنماط سائدة ومستقرة، بل ومتجذرة، وتمثل حلقة حرجة في النظام الغذائي، تمس حياة ملايين السكان”.
وأضاف وزير الموارد المائية العراقي أنه من الإنصاف قيام المجتمع الدولي بالتدخل الإيجابي الوقائي، لتعزيز قدرة البقاء والاستقرار ومقاومة التغيرات القاسية في المناطق الهشة أو الأكثر تعرضا للتغيرات المناخية، وتطرق الجنابي إلى الحديث عن التدمير الذي أحدثه العنف في المنشآت المدنية والمائية على وجه الخصوص، وقال فى هذا الصدد إن تغير المناخ ظاهرة عالمية، لا تتوقف عند الحدود السياسية، وشدد على أهمية التعاون الإقليمي بين الدول المتشاطئة، لتقاسم المنافع أو الأضرار بعدالة وإنصاف.
[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]