تحسن الخدمات الصحية للاجئين رغم موجات النزوح القياسية
على الرغم من الموجات القياسية للنزوح القسري عالمياً، إلا أن الخدمات الصحية للاجئين وغيرهم من مجتمعات النازحين، تسير في معظم الحالات على الطريق الصحيح، ومع ذلك، تبقى الأمراض المعدية، وفقر الدم، والتقزم، على مستويات مثيرة للقلق، وفق تقرير الصحة العامة السنوي، الذي أصدرته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن حالات الطوارئ الجديدة في أوساط اللاجئين، وما تقوم به المفوضية وشركاؤها من عمليات للعام 2017.
وسلط التقرير الضوء على الاتجاهات القائمة بناءً على المؤشرات الرئيسية للمفوضية في مجال الصحة العامة والإنجابية، وفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز″، والتغذية والأمن الغذائي، وبرامج المياه والصرف الصحي والنظافة، خلال 37 عملية رئيسية تقوم بها المفوضية، قامت مفوضية اللاجئين وشركاؤها بجمع وتحليل بيانات الصحة العامة في 21 عملية منها، باستخدام نظام معلومات صحي موحد، لخدمة وحماية اللاجئين بشكل أفضل.
وتضمن التقرير، على سبيل المثال، النتائج المتعلقة بمعدلات وفيات الأطفال اللاجئين دون الخامسة من العمر، والتي تشكل دائماً مؤشراً مهماً للأثر الصحي في حالات الطوارئ، حيث أشار التقرير إلى أنه على الرغم من حالات الطوارئ الكبرى، وتفشي الأمراض وسط اللاجئين عام 2017، ظل هذا المعدل مستقراً عالمياً في حالات ما بعد الطوارئ، بمتوسط 0.4 حالة وفاة لكل ألف طفل لاجئ كل شهر، ليحافظ على الانخفاض الذي تم تسجيله منذ عام 2011.
وبالنسبة لخدمات الصحة الإنجابية، أفاد التقرير بحدوث تحسينات في هذا المجال، حيث تم إجراء 9 من أصل 10 ولادات، من إجمالي نحو 97 ألف عملية الولادة، على أيدي عاملين صحيين مهرة، بزيادة نسبتها 25% عن عام 2016، كما أشار التقرير إلى أن نحو مليون امرأة حامل حصلت على خدمات ما قبل الولادة في 135 موقع مراقبة، في 21 عملية، بنسبة زيادة 18 % عن عام 2016، أما في عام 2017، فقد تم تقديم أكثر من 8 ملايين استشارة طبية للاجئين في المرافق الصحية، بزيادة بلغت نسبتها 10% عن العام السابق.
وذكر التقرير أن عدد الاستشارات في مجال الصحة النفسية للاجئين شهد ارتفاعاً ملحوظاً، وتضاعف عام 2017، وعزا ذلك التحسن إلى توفر هذه الخدمات في عيادات الرعاية الصحية الأولية، كما أشار إلى أنه وبشكل عام، فقد تم تطعيم أكثر من 160 ألف طفل، في عمر أقل من سنة، ضد “الحصبة”، في البرامج الروتينية، بنسبة زيادة بلغت 15% عن عام 2016.
أما مستويات “التقزم” بين الأطفال دون سن الخامسة، فقد بلغت معايير مقبولة في 25% فقط من المواقع، وبقيت عند مستويات مماثلة، بالمقارنة مع العام السابق، وأظهرت أكثر من 50% من المواقع، التي شملتها الدراسة، مستويات حرجة من انتشار فقر الدم لدى الأطفال، فيما استوفت 3% فقط من المواقع معايير فقر الدم، وأوضح التقرير أن معدلات الوصول إلى علاج فيروس نقص المناعة البشرية قد حافظت على استقرارها، مع وجود أكثر من 10 آلاف لاجئ مسجلين في برامج علاج “الإيدز″، بزيادة قدرها ثلاثة أضعاف عن عام 2015.
وخلص التقرير إلى أنه رغم هذه النتائج، لا تزال المفوضية قلقة للغاية، إزاء استمرار ارتفاع مستويات فقر الدم، فضلاً عن استمرار مستويات “التقزم” المرتفعة، كما يظل سوء التغذية الحاد مقلقاً للغاية، بسبب تقليص الحصص الغذائية للاجئين، والمساعدات الأساسية في العديد من العمليات، وبشكل عام، فإن 62% من مواقع اللاجئين، التي شملتها الدراسة، استوفت المعايير العالمية لسوء التغذية الحاد، رغم أنها أظهرت تحسناً طفيفاً عن عام 2016.
وبينما أكدت المفوضية أنها تمكنت من الحفاظ على متوسط حجم المياه المقدمة للاجئين، بمعدل 21 لتراً للشخص الواحد في اليوم، وهو ما يتجاوز معدل الحد الأدنى، والبالغ 20 لتراً، فقد لفت التقرير إلى التحسن في متوسط عدد المراحيض المقدمة للاجئين، والتي بلغت مرحاضاً لكل إلى 22 شخصاً، وهو رقم يتجاوز المستوى القياسي البالغ 20 شخصاً لكل مرحاض.
وبالنظر إلى المستويات القياسية للنزوح القسري على الصعيد العالمي، ففي العام الحالي 2018، بلغت متطلبات ميزانية المفوضية مستوى قياسياً، حيث بلغ أكثر من 8.2 مليار دولار، ومع ذلك، وحتى منتصف العام، لم يتم تمويل سوى 33% فقط من هذه الاحتياجات.