+20225161519 [email protected]

المحرومون من الرضاعة الطبيعية.. 20% أغنياء و4% فقراء

على الرغم من أهمية الرضاعة الطبيعية لنمو الأطفال حديثي الولادة، إلا أن طفلاً من بين كل خمسة في الدول الغنية لا يحصل عليها مطلقا، مقارنة بطفل من بين كل 25 في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، وفق تقرير أصدرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” مؤخراً، أكدت من خلاله على حاجة النساء للدعم في المجالات المختلفة ليتمكنّ من إرضاع أطفالهن.

وتحدثت خبيرة التغذية في المنظمة، مايبكي آرتس، عن هذا التباين الذي أظهره التقرير بقولها: “تحتاج النساء إلى الدعم ليرضعن أطفالهن، يشمل ذلك الدعم في السياسات، ومن مقدمي الرعاية الصحية، والأعراف الاجتماعية، ودعم المجتمع للنساء، هذا الدعم ليس متوفراً بالشكل الكافي في الدول مرتفعة الدخل، مقارنة بالبلدان منخفضة الدخل”.

وعن أهمية الرضاعة الطبيعة في حماية الأمهات وأطفالهن من الأمراض القاتلة، وزيادة درجة الذكاء لدى الأطفال، وقدرتهم على التحصيل الدراسي، قالت الخبيرة الدولية: “ما نعرفه هو أن الرضاعة الطبيعية مهمة للغاية للأطفال وأمهاتهم على حد سواء، بالنسبة للرضع، تقلل الرضاعة الطبيعية فرص الموت المبكر، وتقلل انتشار الأمراض، مثل التهاب الأذن الوسطى والالتهاب الرئوي والإسهال، وتحد من احتمالات زيادة الوزن والبدانة الشديدة، أما النسبة للأمهات، فزيادة فترة الرضاعة الطبيعية تقلل احتمالات إصابتهن بسرطان الثدي، كما تحميهن الرضاعة الطبيعية من سرطان الرحم، ومرض السكري”.

أما نائب المدير التنفيذي للمنظمة، شهيدة أزفار، فقد نقل عنها التقرير الصادر بمناسبة الاحتفال بـ”عيد الأم”، الذي تحتفل به أكثر من 128 دولة حول العالم في شهر مايو من كل عام، قولها إن “الرضاعة الطبيعية هي أفضل هدية يمكن لأي أم، سواءً أكانت غنية أم فقيرة، أن تمنحها لطفلها ولنفسها، وإننا إذ نحتفل بعيد الأم، يجب علينا أن نمنح أمهات العالم الدعم الذي يحتجنه، ليتمكنّ من تقديم الرضاعة الطبيعية لأبنائهن”.

وتابعت بقولها: “نحن نعلم أن الأرجحية أقل بأن تقدم الأمهات الثريات في البلدان الفقيرة الرضاعة الطبيعية لأطفالهن، لكننا نرى، وفي تناقض واضح، مؤشرات على تقلص الأرجحية بأن تقدم الأمهات الفقيرات في البلدان الغنية الرضاعة الطبيعية لأطفالهن، وتمثل هذه الفجوات في تقديم الرضاعة الطبيعية على امتداد مستويات الدخل، مؤشراً قوياً على أن البلدان، وبصرف النظر عن مستوى ثرائها، لا تعمل على توعية كل أم وتمكينها كي تقدم الرضاعة الطبيعية لطفلها”.

وبينما أكد التقرير أن هناك حوالى 7.6 مليون طفل سنوياً في العالم لا يتلقون الرضاعة الطبيعية، فقد أوضح أن العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع معدلات الرضاعة الطبيعية، تختلف من دولة إلى أخرى، حيث سنت بعض البلدان، سياسات قوية لحماية الرضاعة الطبيعية وتشجيعها، في حين تتضمن بلدان أخرى معدلات مرتفعة جداً للأمهات اللاتي يضعن مواليدهن في مستشفيات ملائمة للأطفال، إضافة إلى ذلك، ثمة سياقات ثقافية وسياسية تؤدي دوراً حاسماً في هذا المجال، بما في ذلك الدعم من الآباء والأسر وأصحاب العمل والمجتمعات المحلية.

وأفاد التقرير بأن فرصة الأطفال في الرضاعة الطبيعة، مرة واحدة على الأقل، تزداد بشكل كبير في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، مثل بوتان ومدغشقر وبيرو، حيث تبلغ النسبة 99%، فيما تبلغ النسبة في الولايات المتحدة وإسبانيا 77%، ويوجد في الولايات المتحدة وحدها أكثر من ثلث أطفال الدول الغنية، الذين لم يحصلوا على الرضاعة الطبيعية على الإطلاق.

ولفت تقرير “اليونيسف” إلى أن هناك تفاوت في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل، يتعلق بمدة الرضاعة الطبيعية، حيث أن أطفال الأسر الأفقر غالباً ما يحصلون على الرضاعة الطبيعة لمدة عامين أو عام ونصف، بما يزيد على أطفال الأسر الأكثر ثراءً، وتنصح المنظمة بزيادة التمويل الهادف لدعم الرضاعة الطبيعية، وتحسين السياسات المتعلقة بإجازات الأمومة، ودعم الأمهات المرضعات في مكان العمل، والحد من التسويق لبدائل الرضاعة الطبيعية.

ومن خلال الحملة العالمية “فرصة للعيش“، التي تطالب بإيجاد حلول، نيابة عن المواليد الجدد في العالم، دعت اليونيسف الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني على القيام باتخاذ عدة إجراءات، منها زيادة التمويل والوعي، بغية رفع معدلات الرضاعة الطبيعة منذ الولادة وحتى سن السنتين، ووضع إجراءات قانونية قوية، لتنظيم تسويق لبن الرضّع والبدائل الأخرى لحليب الأم، وكذلك قناني الرضاعة والحلمات البلاستيكية.

كما طالبت المنظمة بسن نصوص قانونية لتوفير إجازات أسرية مدفوعة الأجر، ووضع سياسات لإتاحة تقديم الرضاعة الطبيعية في مكان العمل، بما في ذلك استراحات مدفوعة الأجر لذلك، وتنفيذ الخطوات العشر للرضاعة الطبيعية الناجحة في مرافق رعاية الأمومة، وتوفير حليب الأم للمواليد الجدد المرضى، والتحقق من حصول الأمهات على استشارات ماهرة في الرضاعة الطبيعية في المرافق الصحية، وفي الأسبوع الأول بعد الولادة، وتعزيز الروابط بين المرافق الصحية والمجتمعات المحلية، لضمان استمرار الدعم للأمهات، لتمكينهن من تقديم الرضاعة الطبيعية، وتحسين أنظمة الرصد لتتبع التحسينات في السياسات والبرامج والممارسات الخاصة بالرضاعة الطبيعية.

للاطلاع على جدول ترتيب الدول من حيث مستوى الدخل ونسبة الرضاعة الطبيعية.. انقر هنا