+20225161519 [email protected]

طوفان المناخ يثير عاصفة من القلق.. كم من الأجراس يجب أن تدق؟

“كم من أجراس الإنذار الأخرى يجب أن تدق قبل أن ينهض العالم لمواجهة هذا التحدي؟”، سؤال طرحه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للفت أنظار العالم إلى قضية التغيرات المناخية، التي اعتبر أنها “أكبر تهديد” يواجه البشرية، واصفاً البيانات الصادرة عن الوكالات الدولية بشأن تغير المناخ، خلال الفترة الأخيرة، بأنها “طوفان من المعلومات أدى إلى عاصفة من القلق.”

وخلال لقاء مع عدد من الصحفيين بمقر الأمم المتحدة هذا الأسبوع، لفت الأمين العام إلى البيانات الصادرة من المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، والبنك الدولي، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أشارت إلى أن وتيرة التغيرات المناخي “مستمرة بلا هوادة”، مؤكداً أن العام الماضي 2017 شهد عدة تطورات مقلقة، منها ارتفاع التكلفة الاقتصادية للكوارث الناجمة عن تغير المناخ إلى 320 مليار دولار.

ولفت غوتيريش إلى أن موسم الأعاصير في منطقة الكاريبي كان الأكثر تكلفة على الإطلاق، مما أدى إلى محو مكاسب تنموية حققت على مدى عقود، في لحظة واحدة، بينما تضرر أكثر من 41 مليون شخص من الفيضانات في جنوب آسيا، وأجبر الجفاف الشديد في أفريقيا نحو 900 ألف آخرين على الفرار من أماكن إقامتهم، فضلاً عن الحرائق البرية، التي تسببت في إحداث دمار واسع حول العالم.

كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة ارتفاع معدل استهلاك الوقود الأحفوري، مثل النفط، العام الماضي، ليشكل حوالي 70% من زيادة الطلب على الطاقة على المستوى العالمي، مما أدى إلى ارتفاع تركيزات غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، إلى أعلى مستوياتها منذ 800 ألف عام,

وقال غوتيريش: “عندما اعتمد اتفاق باريس حول تغير المناخ، كنا نفترض أن البشر قادرون على الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين، والسعي لفعل أكثر من ذلك ،ليكون الارتفاع 1.5 درجة مئوية، ولكن العلماء يشعرون بالقلق الآن، بشأن إمكانية عدم تحقيق هدف اتفاق باريس، إلا إذا تم الإسراع بوتيرة العمل بحلول عام 2020.”

وبينما تساءل الأمين العام: “كم من أجراس الإنذار الأخرى، يجب أن تدق قبل أن ينهض العالم للتصدي لهذا التحدي؟”، فقد أكد أن هناك صعوبات بالغة لحشد 100 مليار دولار سنوياً، تم التعهد بها لدعم جهود مكافحة تغير المناخ، إلا أنه شدد على أن تكلفة التقاعس عن العمل أكبر بكثير، لافتاً في هذا الإطار إلى أنه من المقرر عقد قمة العام المقبل، لرفع مستوى الطموحات في مجال العمل المناخي.

وعن الخطوات التي ينبغي اتخاذها لمواجهة هذا التحدي، قال: “التكنولوجيا في صفنا، التقدم التكنولوجي يواصل توليد الحلول، الطاقة النظيفة الخضراء تتوفر بأسعار معقولة، وأصبحت قادرة على المنافسة أكثر من أي وقت مضى، ولكننا ما زلنا نشهد تقديم الدعم الهائل للوقود الأحفوري، بما يعيق إحداث تحول في مجال الطاقة”، مشيراً إلى أن “العصر الحجري لم ينته بسبب نفاد الحجارة من العالم، ولكنه انتهى بسبب وجود بدائل أفضل، وينطبق الشيء نفسه على الوقود الأحفوري.”

وشدد الأمين العام على الحاجة لخفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري بنسبة 25% على الأقل بحلول عام 2020، وقال إن العلم يطالب بذلك، كما يحتاج إليه الاقتصاد الدولي، وتعتمد عليه سبل كسب عيش مئات الملايين من البشر، كما أعرب عن قناعت